يتناول الكتاب بدايات نشأة الإنسان قبل نحو 5 ملايين سنة حتى نشوء الحضارات واختراع الكتابة قبل بضعة آلاف من السنين. ويقدّم للقراء معلومات علمية دقيقة مدعومة بالأرقام والخرائط التوضيحية عن التاريخ المبكر في القارات كافة، ابتداءً من نشأة الإنسان في أفريقيا مروراً بأوروبا وآسيا وجزر المحيط الهادئ والأمريكيتين وصولاً إلى ظهور المجتمعات الزراعية على ضفاف دجلة والفرات وفي وادي النيل. ويبيّن أن سعي الإنسان الأول الدؤوب إلى تحسين ظروف العيش في بيئة متغيّرة كان المحرّك الرئيس لتقدّمه الثقافي. يصحّ هذا على الإنسان المنتصب (homo erectus)، الذي نجح في التحوّل إلى صيّاد وأنجز ابتكاراً ثورياً تمثّل في السيطرة على النار. ويصحُّ من باب أولى على الإنسان العاقل (homo sapiens)، الذي أنجز القفزة نحو الحداثة الثقافية متفوّقاً على جميع أسلافه بروح الإبداع والبراعة لديه، محققاً الاختراق بالفَخَّار والطقوس، ومُنجزاً الخطوة الأولى في التاريخ نحو الاستقرار وتدجين الحيوانات والنباتات.
في هذا الكتاب المشوّق لـ (هيرمان بارتزينغر) تجتمع الخطوات الصغيرة التي لا تحصى لأسلافنا مشكّلةً المسار التطوّري للإنسان عبر ملايين السنين، والذي يبدو عصر الثقافة المكتوبة مقارنة به مُجرَّد طرفة عين.