بشعاره الترحيبي الدافئ؛ "العين أوسع لك من الدار"، ينطلق مهرجان العين للكتاب في دورته الرابعة عشرة، محتفياً بالكتاب وكل ما يمثله من أدب وعلم وثقافة وفن وقيم مجتمعية كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من رسالة مركز أبوظبي للغة العربية بجميع مبادراته وفعالياته الثقافية والاجتماعية، التي تستهدف مختلف الفئات العمرية محلياً وإقليمياً وعالمياً.
إلا أن عين المهرجان لهذا العام تنظر إلى ما بعد اليوم، وترى المستقبل بصورة خضراء يانعة، من خلال التركيز على الأطفال والناشئة، واستثمار كل ما يملكونه من شغف وطاقة وفضول وحماس، لتنمية عقولهم ومهاراتهم ومواهبهم وقدراتهم، كجزء من خطة العمل لتحقيق هدف الاستدامة، والذي يمثل مظلة المهرجان الرئيسة.
ولا تنحصر الاستدامة هنا بمفهومها البيئي فقط؛ بل يقدمها مهرجان العين للكتاب 2023 كاستراتيجية شمولية، تندرج تحتها الاستدامة الثقافية والفنية والتراثية والاجتماعية والصحية، واستدامة المواهب، وغيرها من المجالات.
الاستدامة.. عنوان إماراتي لمستقبل مزدهر
وتأكيداً على أهمية التوعية بموضوع الاستدامة وتطبيقاتها، وإبراز المواهب الناشئة وتمكينها، وتحفيز القراءة، ومواجهة التحديات المتعلقة باللغة العربية، يستضيف العين سكوير في استاد هزاع بن زايد، المقر الرئيس للمهرجان، مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات الخاصة بتنمية الوعي لدى الأطفال والناشئة، في الفترة الممتدة من 19 إلى 25 نوفمبر الجاري، أهمها فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر، والاحتفال بيوم الفضاء في 25 نوفمبر، إضافة إلى مبادرة نقرأ للأطفال، ومبادرة البراعم الخضراء، ومقابلات ومحاضرات وحفلات توقيع كتب وجلسات حوارية شبابية وجولات استكشافية.
ركن الأطفال.. تذوق نكهات الفنون والحرف
استمراراً على نهجه الثابت، يقيم مهرجان العين للكتاب هذا العام ركناً خاصاً بالأطفال، حيث سيتمكن الأطفال من تعلم مهارات الطبخ من خلال الاستمتاع بتحضير حلوى القطن، وتزيين الكعك والبسكويت وأكواب الكوكتيل، كما سيطلقون العنان لمواهبهم الفنية والحرفية بالرسم الحر ومزج الألوان والرغوات وإنشاء جداريات المانديلا والفسيفساء.
ركن الناشئة.. طموحٌ سقفهُ الفضاء
يقدم مهرجان العين للكتاب 2023 ركناً مستحدثاً للناشئين، يُضاف لأول مرة في تاريخ المهرجان، مستهدفاً الفئة العمرية من 13 إلى 18 عاماً، وهي الشريحة التائهة عادة بين بساطة نشاطات الأطفال وتقليدية نشاطات الكبار، ويتوزع هذا الركن على 4 زوايا رئيسة؛ الإعلام والكيمياء والفيزياء والفضاء.
تحتوي محطة الإعلام على ستوديو للتعليق الصوتي ومنصة تصوير بكاميرا 360 درجة، وسيُتاح لليافعين فرصة الوقوف أمام الكاميرا، وتقديم الأخبار، وتسجيل التعليقات الصوتية.
في مختبر الكيمياء سيعيش الكيميائيون تجارب مثيرة مع اختفاء فيتامين سي أمام أعينهم، واكتشاف وهم السائل، والتعرف على الماء السحري والثلج الجاف، واستخراج الحمض النووي.
أما هواة الفيزياء فسيستكشفون علم الصوت وعالم الكهرباء وقوة الدفع ومبادئ انعكاس الضوء وطريقة صنع المنجنيق.
قد تكون الزاوية الأخيرة من ركن الناشئة هي الأكثر متعة، فعالم الفضاء عالم مثير للدهشة والفضول، إذ سيتمكن زوار محطة الفضاء من ارتداء خوذات رواد الفضاء، والتقاط الصور التذكارية، كما سيحظون بفرصة التفاعل مع الروبوتات الذكية، ومراقبة تشكل الرياح، وصناعة طائرة مروحية ورقية، وتعلم مبادئ الطيران ومبادئ الطاقة المتجددة وخصائص البلازما وغيرها من النشاطات التعليمية الممتعة.
العروض العلمية.. تجارب تثير الفضول
ولعشاق العلوم عامةً، من جميع الفئات العمرية، يقدم المهرجان تجارب علمية حية على خشبة المسرح، تتضمن عرضاً بعنوان "عجائب المطبخ"، يكشف المكونات اليومية لما يأكله الناس، وعرضاً آخر يشعل الفضول ويثقف العقول من خلال ظواهر غير عادية.
برامج الفنون.. الجمال والإلهام بأنامل فنية محلية
لم يغب عن مهرجان العين الاحتفاء بالفن الذي يخلق الجمال من العدم، فجاء لنا بمجموعة مميزة من برامج الفنون، تتنوع بين الجداريات والأرضيات والرسومات ثلاثية الأبعاد، والعروض الحية كعروض الرسم المصاحبة للكلمة المغناة وعروض الصخور والمياه وعروض الرسم الحي باستخدام الرمل.
إضافة إلى ركن مخصص لأعمال تضج بالإلهام والإبداع، بأنامل فنانين محليين أتقنوا فنوناً خارجة عن المألوف، كالرسم بالحبر والفحم والحرق وألوان الأكريليك الصديقة للبيئة ومواد من النخيل، والرسم على الخشب والفخار والأصداف.
عروض المسرح.. عندما تدب الحياة في الشخصيات الكرتونية
من جانب آخر، سيحظى الزوار بتجربة لا تنسى عند رؤية المخلوقات الزرقاء الصغيرة تنتقل من عالم السنافر الافتراضي إلى عالم الواقع، بأحجام كبيرة وتفاعل حقيقي على مسرح مهرجان العين.
وسيعود أيضاً عرض بلوي الممتع الذي يحقق دوماً تفاعلاً كبيراً بين الجمهور بشخصيتيه الظريفتين.
الموسيقى لغة الشعوب المشتركة
من الكمان والعود والجيتار، إلى القانون والناي والطبل الموسيقي، يحملنا مهرجان العين للكتاب معه في رحلة موسيقية شيقة على مدار اليوم، برفقة موسيقيين موهوبين يعزفون مشاعرهم أنغاماً تلامس أرواحنا، وتوحد العالم بلغة مشتركة تفهمها كل القلوب.
العروض المتجولة.. لا تحاول الهرب من الجنيات
وليست الموسيقى وحدها من ستصاحبنا على مدار اليوم، بل العروض الترفيهية المتجولة أيضاً؛ فسواء كانت بقيادة الدمية المتحركة، أو الساحر المتجول، أو لاعبي الفضاء، أو حتى جنيات المجرة، ستنشر هذه العروض البهجة والإثارة في زوايا المهرجان المختلفة، وستنال إعجاب جميع الحضور.
ختاماً، لا تفوت فرصة الاستمتاع بأكثر من 400 فعالية، و150 جهة عارضة في مهرجان العين للكتاب 2023 من 19 إلى 25 نوفمبر، من الساعة 9 صباحاً إلى الساعة 1 ظهراً، ومن الساعة 5 مساءً إلى الساعة 10 مساءً، في العين سكوير - استاد هزاع بن زايد، وبيت محمد بن خليفة، وقصر المويجعي، ومركز القطارة للفنون، ومكتبة زايد المركزية، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، والمراكز التجارية (العين مول وبراري مول والفوعة مول).
مهرجان العين للكتاب 2023… "العين أوسع لك من الدار".