أُسدل الستار عن فعاليات مهرجان "أيام العربية" الذي نظّمه مركز أبوظبي للغة العربية من 14 ولغاية 16 ديسمبر 2024، بعد ثلاثة أيام حافلة بالأنشطة الأدبية والثقافية والعروض والجلسات النقاشية الغنية، التي غطّت مجالات واسعة حول اللغة والأدب والشعر والفن والموسيقى والسينما، ولاقت إقبالاً لافتاً من قِبل مُحبّي اللغة العربية بمختلف تجلياتها وإبداعاتها.
وتم انطلاق المهرجان بكلمة افتتاحية ألقاها سعادة سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بحضور كل من معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ومعالي محمد المرّ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، والمؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، وجمهور من المثقفين ورواد الفكر والإعلاميين؛ حيث اجتمع عشرون متحدثاً من رواد الفكر والأدب والثقافة والمختصصين باللغة العربية وآدابها وعلومها عبر خمس جلسات حوارية ثرية، ناقشت أهم المواضيع المتعلقة باللغة العربية وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تنظيم ثلاث دورات تدريبية بالتعاون مع "سي إن إن بالعربية" تناولت مواضيع "صحافة الموبايل" و"الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى" و"السرد القصصي وتوثيق اللحظة"، كما تضمن الحدث تنظيم فعالية "اللغة العربية والعالم" التي منحت زوار المعرض فرصة مميزة لاستكشاف رحلة تطور اللغة العربية، بالإضافة إلى إحياء ستة عروض غنائية قدمها نخبة من الفنانين والفنانات العرب.
وأبدى سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، سعادته بالنجاح الكبير الذي حققته النسخة الثانية من مهرجان "أيام العربية" التي واكبت الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وما شهدته من إقبال جماهيري كبير من كافة فئات المجتمع، دلالة على ما تحظى به اللغة العربية بمعناها الحضاري من اهتمام، امتداداً لدورها المؤثر في مسيرة الحضارة الإنسانية، وقال: "شكّل مهرجان أيام العربية 2024 ظاهرة احتفالية غطّت مختلف الملامح الجمالية التي تتمتع بها لغتنا العربية، وكان منصة مميزة مكّنت الحضور من استكشاف واستذكار المزايا الفريدة للغة العربية في استيعابها لأوسع إبداعات الفكر البشري من فن وأدب وموسيقى ومسرح، ويحرص مركز أبوظبي للغة العربية على الاستمرار في إطلاق المبادرات وتنظيم الفعاليات التي تدعم استثمار التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إثراء علاقة أفراد المجتمع ودعم تواصلهم مع اللغة العربية في تجلياتها الجمالية والفنية، كونها الجوهر الأصيل للهوية الثقافية والحضارية، وهي قادرة بفضل مرونتها وحيوتها على مواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم".
وعلى مدى الأيام الثلاثة للمهرجان، احتضنت جلسات "حكايات حول موقدة النار" عدداً من المبدعين وصانعي المحتوى العرب؛ هم البروفيسور بلال الأرفه لي، وسامح سند، وفاطمة عقيل، ضمن حوارات ثرية استهدفت إحياء التراث الشعبي العربي والاحتفاء بتقاليده؛ إذ تضمّن الحدث فعالية "نجوم من العرب" التي سلّطت الضوء على 38 شخصية قديمة ومعاصرة تركت بصمات كبرى في مسيرة الحضارة العربية؛ مثل ابن المقفع وسيبويه وجابر بن حيان وفاطمة الفهرية، بالإضافة إلى أم كلثوم وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وزها حديد وأحمد زويل، وغيرهم من أبرز المفكرين والمبدعين الذين أسهموا في إثراء الحضارة العربية.
وتضمّن المهرجان برنامجاً زاخراً بالنشاطات الثقافية والفنية والمعرفية؛ حيث قدّم الدكتور روي كاساغراندا، الخبير الجامعي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، كلمة رئيسة في اليوم الأول، الذي تضمن جلستين نقاشيتين؛ الأولى بعنوان "تسخير الذكاء الاصطناعي لتشكيل مستقبل الثقافة والإبداع"، والثانية بعنوان "مستقبل الذكاء الاصطناعي العربي من الخيال العلمي إلى الواقع العلمي".
وشارك في الجلسة الأولى كل من معالي محمد المرّ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وسعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، والمؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، وأدارها البروفيسور بلال الأرفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية، في حين كانت الجلسة الثانية بمشاركة البروفيسور نزار حبش، أستاذ في علوم الحاسوب ومتخصص في علوم اللسانيات الحاسوبية للغة العربية، والدكتور وجدي الزغواني، باحث وأكاديمي مختص في المعالجة الآلية للغة العربية، وأدارتها الدكتورة فرح شموط، أستاذ مساعد في هندسة الحاسوب بجامعة نيويورك أبوظبي.
كما تضمّنت فعاليات اليوم الأول تنظيم ورش عمل تفاعلية موجهة للأطفال؛ مثل "ورشة سرد القصص"، و"ورشة الخط الياباني"، و"ورشة رسم الحناء"، و"ورشة عن ماين كرافت"، وقد استمرّت حلقات هذا الورشات على مدى الأيام الثلاثة للمعرض، بالإضافة إلى "ورشة عمل طي الأوراق (الأوريغامي)"، و"ورشة عزف الإيقاعات العربية على الدربكة"، وغيرها، وشملت أيضاً أداء مسرحية بعنوان "رحلة علاء الدين السحرية لاكتشاف السعادة"، بالإضافة إلى عزف حي على المزمار، وعرض فيلم "حوجن" المقتبس من رواية للكاتب إبراهيم عباس، للمخرج ياسر الياسري، واختتم اليوم الأول فعالياته بحفلين غنائيين لكل من الفنانة فايا يونان، والفنان عزيز مرقة.
أما اليوم الثاني للمهرجان، فاحتضن المزيد من الفعاليات والورش الغنية؛ مثل ورشة "الرسم على وجوه الأطفال"، وورش أخرى مخصصة للأطفال، مثل "تصميم أنماط الخط على القماش"، و"رسم الأنماط العربية ونحت الجبس"، و "فن الزجاجات الرملية"، كما تخلّله تنظيم جلسة نقاشية بعنوان "الثقافة العربية والذكاء الاصطناعي: من صون التراث إلى تعزيز الإبداع" بمشاركة الدكتور بشار الحفني، باحث في الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية، والدكتور عبدالله أبو شميس، رئيس وحدة البحوث ودراسات اللغة، وكانت تحت إدارة الدكتورة حنان الدرمكي، أستاذ مساعد في جامعة حمدان بن زايد للذكاء الاصطناعي، وكان الحفل الغنائي الذي اختتمت به نشاطات اليوم الثاني بمشاركة الفنان مروان خوري والفنانة عبير نعمة، اللذَين أدّيا معاً أغانٍ مشتركة شكّلت مفاجأة سارّة للجمهور الكبير الذي كان حاضراً.
وفي اليوم الثالث والأخير للمهرجان، تواصلت سلسلة ورش العمل الموجهة للأطفال عبر تنظيم ورش "الحناء والرسم على الوجه"، و"صنع الألعاب"، و"تصميم الأسطرلاب التاريخي"، و"طباعة اللغة العربية على القمصان والحقائب"، كما عُقدت جلسة نقاشية بعنوان "الذكاء الاصطناعي في الموسيقى: محفز للإبداع أم تهديد للأصالة؟" بمشاركة الدكتور مصطفى سعيد، عالم موسيقى وملحّن وعازف متميز نال العديد من الجوائز، وعلي العبدان، باحث وناقد في الموسيقى العربية، وأدارتها روان الدباس، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى الاتحاد الدولي للصناعة الفونوغرافية (IFPI).
وتلتها جلسة أخرى بعنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي: إعادة تصور فن السرد والإبداع"، وشارك فيها كل من الدكتورة سارة ضاهر، رئيس مجمع اللغة العربية في لبنان، وأحمد مراد، روائي وكاتب سيناريو، وسامح كعوش، مدير المحتوى والبرنامج العربي في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وكانت بإدارة الدكتورة نورة المرزوعي، كاتبة وعازفة قانون، وكان ختام فعاليات اليوم الثالث بحفل فني لكل من فرقة "فكرة" الموسيقية، والفنان حمزة نمرة.
يُذكر أن قائمة داعمي وشركاء مهرجان "أيام العربية" ضمّت كل من سفارة اليابان لدى الدولة، وسفارة الجمهورية التركية لدى الدولة، وجامعة كيوتو نوتردام من اليابان، ومؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ومكتبة المجرودي، و"سي إن إن بالعربية"، و"أنغامي"، وجامعة زايد، وجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون - "أدماف"، ومختبر "كامل"، و"بيركلي أبوظبي"، والاتحاد الدولي للصناعة الفونوغرافية، ومدرسة الجالية الأميركية في أبوظبي، و(SIGARAB)، وأبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية، و"مكتبة"، ومنارة السعديات.