على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، رسّخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، مكانته منصّةً أساسية للثقافة، والمعرفة، والإبداع، فهو ليس مجرّد حدث لبيع وشراء الكتب وحقوق النشر، واستضافة الجلسات والندوات الحوارية والثقافية وحسب، بل فسحة جمالية ومعرفية أساسية تستهدف جميع فئات المجتمع، لا سيما الأطفال الذين خصص لهم الحدث كلّ المقومات التي تساهم في إثراء معارفهم، والنهوض بقدراتهم العقلية والفكرية والبدنية.
وما بين الأنشطة وأماكن اللعب، والمرافق المخصصة للصغار، ودور النشر المنتشرة بمعروضاتها من كتب تعليمية، وتربوية، وألعاب ذكاء وتعليم وغيرها من أدوات الجذب التي تلفت انتباه الأطفال بمجرد دخولهم قاعات الحدث فتثير دهشتهم وحيرتهم في الاختيار، إذ توفر دور النشر المتخصصة بأدب ومعارف الطفل الإبداعات، والمؤلفات الثقافية، والتعليمية، والترفيهية أمامهم طيلة أيام الحدث.
ويؤكد بسام شبارو مؤسس ومدير دار ثقافة للنشر والتوزيع، ودار عبير للعلوم، ذو الخبرة الطويلة في المجال التي تمتدّ إلى أكثر من 35 سنة، أن الأطفال يجذبهم الجديد والمتجدد، كالسلاسل التعليمية العالمية بألوانها البديعة، ورسومها الجذابة، والقصص التربوية على ألسنة الحيوانات القريبة من الأطفال.
أما بلال عنتال، من دار رواد المجد، فهو يعتقد أن لدُور النشر دوراً يتجلى في تقديم كتب بسيطة هادفة، توفّر وجبة دسمة للأطفال بشكل جذاب خالٍ من التكلُّف، مشيراً إلى أن الطفل ذكي، ويعرف ما يريد، لذا تخصص له دور النشر الكتب التي تحرك فضوله، وتثير خياله، إضافة لتعليمه وتثقيفه القيم العربية التي تربى عليها آباؤنا وأجدادنا.
وترى مريم موسى مديرة البرامج في دار نبطي للنشر، أن الطفل يستطيع الوصول إلى عقل نظرائه الأطفال، حيث أصبح لدينا عدد من الكُتّاب الصغار الذين يخاطبون الأطفال بقصص وحكايا قريبة من عقولهم، وقلوبهم، وهو ما يدعم عملنا ويجعلنا نقدم قصصاً تربوية تحكي قيم مجتمعنا وتدعم هويتنا الوطنية.
أما آية أبو ماضي من شركة سمارت سكيلز فترى أن الألعاب التعليمية تستهوي الأطفال، وتجعلهم يتعلمون باللعب، وهو أحدث ما توصّلت إليه وسائل التعليم العالمية، إذ عن طريقها يستطيع الأطفال تعلم حل المشكلات، وتعزيز أنماط تفكيرهم، وتمكنهم من التفكير خارج الصندوق، والعمل بروح الفريق الواحد