بتنظيم من مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تستمر فعاليات دورته الـ32 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" حتى 28 مايو الجاري، بمفهوم "الاستدامة" كفكرة محورية تماشياً مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2023 عاماً للاستدامة، وقُبيل استضافتها فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" في نوفمبر المقبل، وذلك من خلال تنظيم عدد من الفعاليات الهادفة لتسليط الضوء على طرق الاستدامة وأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
ويستضيف المعرض ضمن الفعاليات والندوات والجلسات الحوارية التي سيُخصّصها للحديث عن الاستدامة بمفهومها الشامل وسُبُل تفعيلها في شتى المجالات، مثل المناخ والأمن الغذائي، ثلةً من أهم النشطاء الدوليين في هذا المجال، ولعل أحد أبرزهم هو الفنان العالمي "فيليكس سمبر" المتخصص في استخدام المواد الورقية والمواد الصديقة للبيئة بصورة لافتة، والذي اشتُهر بمنحوتاته الورقية المطاطية التي تحاكي العقل، وشغفه الدائم في البحث عن طرق جديدة لدمج مواد الحياة اليومية في أعماله.
كما استطاع "فيليكس سمبر" خلال سنوات خبرته من إعادة تعريف مفهوم النحت التقليدي؛ حيث نجح في استبدال العناصر صعبة التحلل والضارة بالبيئة والمتواجدة بكميات وافرة في حياتنا اليومية، بما يتعارض مع ما تقوم عليه الاستدامة في مفهومها العام، كالأوراق والكتب والأخشاب وسجلات الفينيل "الأسطوانات الموسيقية القديمة"؛ بالخامات التقليدية التي يستخدمها جيل النحاتين حول العالم، كالصخور والأحجار والأشجار، مبتكراً أسلوبه الخاص الذي يجمع بين الجمال والاستدامة في التحف الفنية التي ينتجها.
وبالرغم من أن أعماله ومنحوتاته الورقية القابلة للتمدد والمستمدة من ثقافة "البوب" تبدو للوهلة الأولى وكأنها مصنوعة من حجارة أو مواد صلبة؛ إلا أنها في واقع الأمر مكوّنة بالكامل من طبقات ورق ملتصقة وخشب مقطوع وكتب ومواد معاد تدويرها، لتضفي قابليتها للحركة المرنة طابعاً مرحاً يضيف إلى جمالها جماليات لا تتوفر في المنحوتات التقليدية، ولا يقتصر هذا الطابع الفريد على منحوتاته فحسب؛ بل إنه يمتد أيضاً إلى لوحاته التي تحمل طابعاً يقترب من رسوم الشارع و"الجرافيتي".
ويمكن لزوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب الاستمتاع بمجموعة من أعمال "فيليكس سمبر"، التي نفذها خصيصاً لمشاركته في فعاليات الدورة الـ32 واستلهمها من تراث أبوظبي وتاريخها وأبرز معالمها السياحية ومبانيها الأيقونية، وحضور العروض الحية وورش العمل التي يقدمها على مدار أيام المعرض.