نظم مركز أبوظبي للغة العربية، ندوة بعنوان "بين العربية والصينية؛ اللغة والتواصل الحضاري"، بالتعاون مع المجموعة الصينية للإعلام الدولي، ضمن مشاركته في الدورة الـ30 من معرض بكين الدولي للكتاب، التي أقيمت خلال الفترة من 19 إلى 23 يونيو الجاري. وقد أعدّ المركز للمعرض برنامجاً متكاملاً لتعزيز التعاون في مجالات الصناعات الإبداعية، وإثراء ثقافة الشعبين بمشاريع مشتركة تخدم تشييد منظومات فكرية وثقافيّة قيّمة.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "يعمل المركز من أجل تحقيق رؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات في النهوض بالحضارة العربية، ومدّ جسور التواصل مع ثقافات العالم وحضاراته، وتفعيل الشراكة في كافة تجليات اللغة والثقافة وصناعاتها، خدمةً لحاضر الإنسانية، ومستقبلها".
وأضاف: "خلال العقد الماضي، حرصت أبوظبي على المشاركة بانتظام في معرض بكين الدولي للكتاب؛ لتصبح الجهة العربية الأكثر مشاركة فيه. وخلال الأربع دورات الماضية استقبل معرض أبوظبي الدولي للكتاب أكثر من 190 دار نشر صينية، ما يجعله القبلة الدولية الأكثر جذباً لدور النشر الصينية"، لافتا إلى أن المشاركة الصينية في الدورة الأخيرة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، كانت الأكبر في تاريخ مشاركاتها العالمية.
وقال: "نطلق اليوم الترجمة الصينية لكتاب «محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية»، بحضور مؤلفه معالي الدكتور جمال سند السويدي، وهو كتاب يسلط الضوء على جوانب من مسيرة القائد الاستثنائي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله". وأكد أهمية التركيز على مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتوجيهه نحو تحقيق استدامة القيم الإنسانية، وتعزيز التعدد الثقافي. وقال: "علينا بذل مزيد من الجهد من أجل جعل اللغة أساسًا لتطوير الصناعات الثقافية، وتبادل المعرفة ونشرها بين شعوب العالم".
وأوضح "حرصنا على حضور معرض بكين الدولي للكتاب، للتعريف بمركز أبوظبي للغة العربية، ودوره في خدمة حراك الترجمة من اللغة العربية وإليها عبر مشروعه الأهم عربياً، مشروع "كلمة" للترجمة، وإسهاماته في النشر والتأليف عبر برنامج "إصدارات" الذي أنتج مئات الكتب العربية "إصدارات"، وتنظيمه معارض ومهرجانات ومؤتمرات وأنشطة تدور حول الكتاب واللغة والصناعات الإبداعية".
وقال معالي حسين الحمادي، سفير دولة الإمارات في الصين: "نحتفل هذا العام بمرور أربعين عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الصديقين، اللذين تمكّنا من بناء علاقات شراكة استراتيجية على أسس صلبة من القيم والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل والالتزام بدعم مسيرة التنمية والازدهار لدى البلدين".
وأوضح "من خلال التواصل الثقافي، نتخطى الحدود الجغرافية والاختلافات اللغوية، ومن خلال الفنون الأدبية والموسيقى نتعرف على القواسم المشتركة التي تجمعنا".
وقال "تعمل سفارة الدولة في بكين على دعم التواصل الثقافي بين العالم العربي والصين، ومن ذلك دعم مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يأتي في مقدمة المؤسسات التي تعنى بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها".
وعلى الصعيد نفسه، قال غاو آن مينغ، رئيس تحرير المجموعة الصينية للإعلام الدولي: "زرت مركز أبوظبي للغة العربية في سبتمبر الماضي، واطلعت على جهوده في تعزيز التبادل بين الثقافات المختلفة من خلال اللغة". وأضاف "على مدار عام تقريباً، تعاون مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا، التابع للمجموعة الصينية للإعلام الدولي، مع مركز أبوظبي للغة العربية، وحققنا نتائج مثمرة".
وتابع "بفضل مساعدة مركز أبوظبي للغة العربية، شاركت المجموعة الصينية للإعلام الدولي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب للعام 2024، حيث عقدت مؤتمر عرض وتقديم الطبعة العربية لكتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ "مبادرة الحزام والطريق"، كما أطلقت مجلة "الصين اليوم" جناح "التراث الثقافي غير المادي للصين" ضمن فعّالياته، ما أتاح للشعب العربي التمتّع بسحر الثقافة الصينية".
وأوضح "تدرك المجموعة الصينية للإعلام الدولي، بصفتها أقدم وأكبر مؤسسة إعلامية شاملة في الصين، أهمية اللغة، بوصفها حاملة للثقافة ورمزاً للحضارة، ومن خلال ترجمة الأعمال العربية ونشرها، يمكن للقراء الاطلاع على التراث الثقافي الغني للأمة العربية، ومن خلال ترجمة ونشر الأعمال الصينية، يمكن تقديم الصين في العصر الجديد للعالم".
وحدد مينغ ثلاثة محاور للتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية:
أولاً، تعميق التعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية لإدخال وترجمة الأعمال الثقافية والأدبية الأجنبية المتميزة، وتقديم الأعمال الصينية القيمة إلى المجتمع الدولي، وصولاً إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.
ثانيًا، تنظيم معارض فنية وأندية قراءة، ومحاضرات ثقافية، ولقاءات مع المؤلفين.
ثالثًا، إعداد كفاءات تتقن لغات وثقافات متعددة، لتعزيز التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية، حيث تعمل المؤسسات التابعة للمجموعة على دعم تعليم اللغات، وتعزيز قدرة متعلمي اللغات على التواصل عبر الثقافات.
وعقدت جلسة نقاشية بمشاركة باحثين وعلى رأسهم فريدة وانغ فو، صاحبة جائزة إنجاز مدى الحياة في الترجمة على مستوى الصين، وتشاو لي جيون، رئيسة دار مجلة "الصين اليوم"، ووانغ جيون شياو، أمين عام المركز الثقافي الصيني للنشر، وأحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية، الحاصلة على جائزة الشيخ زايد للكتاب، وبرلنت قابيل، رئيسة قسم البرامج في مركز أبوظبي للغة العربية.
وفي سياق متصل، وقّع مركز أبوظبي للغة العربية، اتفاقية إطلاق سلسلة كتب الصين الأكاديمية باللغة العربية، لتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة، ترجمةً لرؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي.
كما حضر سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، اللقاء المهني للتعاون بين الناشرين الصينيين والعرب، الذي قال فيه: إن للترجمة دوراً مهمّا في التعارف بين الشعوب وتقريب الثقافات، وعلينا عند الترجمة أن نحترم منظومة القيم في الثقافتين اللتين تتم الترجمة بينهما.
كما زار وفد مركز أبوظبي للغة العربية الأكاديمية الوطنية الصينية للرسم، التي تديرها وزارتا الثقافة والسياحة بالعاصمة بكين. وتبادل الجانبان التعريف بالمؤسستين، وبحثا سبل التعاون، وأبدى مسؤولو الأكاديمية اهتماماً بالمشاركة في فعاليات المركز وعلى رأسها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومهرجان أيام العربية.