يكشف مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، عن مشروعه الرقمي الرائد "بارق" (مجموعة متوازنة من النصوص العربية سهلة القراءة)، وذلك خلال مشاركته في معرض "جيتكس جلوبال 2025"، الذي تستضيفه دبي من 13 إلى 17 أكتوبر.
ويمثل مشروع "بارق" نقلة نوعية في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، عبر توفير أول مرجع شامل، مفتوح المصدر لتقييم قابلية قراءة النصوص العربية، بالتعاون مع "جامعة نيويورك أبوظبي" وجامعة زايد" لإنجازه، في مبادرة من شأنها سد فجوة محورية في تقنيات اللغة العربية، وتعزيز حضورها في الفضاء الرقمي.
وقال سعادة سعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: إن مشاركتنا في "جيتكس" هي أكثر من مجرد استعراض لمشاريع تقنية، بل تُعد رسالة واضحة بأن اللغة العربية قادرة على أن تدخل العصر الرقمي بثقة. وأشار إلى أن مشروع "بارق"، يمثل خطوة نوعية نحو تطوير أدوات ذكية تقيس مستوى قابلية القراءة في العربية بدقة غير مسبوقة. وأضاف: نطرح هذا المشروع ليكون أول مرجع علمي مفتوح المصدر يتضمن ملايين المفردات المنضبطة علمياً ليستفيد منها الناشرون، والمعلمون، وصناع المحتوى، والقراء، ويُسهم في رفع جودة المحتوى العربي وتعزيز جاذبيته عالمياً.
وأكد الطنيجي أن "بارق" ينسجم مع رؤية أبوظبي الرامية إلى جعل اللغة العربية ركناً أساسياً في المشهد الرقمي العالمي، وتعزيز موقعها بين لغات العالم، عبر مبادرات تتيح حلولاً مبتكرة للنشر، وتوفر للمبدعين أدوات ذكية تسهم في نشر المعرفة والثقافة العربية على نطاق أوسع.
يحتوي "بارق" مدونة لغوية ضخمة، تتجاوز حصيلتها الـ 10 ملايين كلمة، منها مليون كلمة موسومة يدوياً، تغطي طيفاً واسعاً من الأجناس الأدبية والموضوعات، مع تركيز خاص على مستويات الانقرائية. ويتيح المشروع أدوات بحث متقدمة، ونموذجاً ذكياً لتحديد مستوى سهولة القراءة لكل نص بشكل آلي، بالاستناد إلى عوامل لغوية تشمل الإملاء، والصرف، والنحو، وصعوبة المفردات. وقد أشرف فريق من المتخصصين في البيانات على عملية التوسيم اليدوي للنصوص لضمان جودة التقييم.
ويُوفر "بارق" مجموعة من الأدوات الرقمية سهلة الاستخدام، تشمل: نموذجاً تجريبياً مباشراً لتحليل النصوص، ومتصفحاً يتيح البحث في المدونة اللغوية. كما يقدّم موقعاً إلكترونياً يمكن للمستخدم من خلاله إدخال أي نص والحصول على تقييم فوري لمستوى سهولة قراءته. ويتضمن المشروع أيضاً نماذج ترميز آلي متاحة للجمهور.
ويترك المشروع أثراً إستراتيجياً على مستويات عدة كونه يوفر أدوات عملية للناشرين والمؤلفين، خصوصاً في مجال أدب الأطفال، لمساعدتهم على تحديد النصوص المناسبة لكل فئة عمرية، كما يمكّن المعلّمين من اختيار مواد تعليمية تتناسب مع قدرات الطلبة، ويدعم الباحثين وعلماء البيانات بموارد لغوية مفتوحة تتيح تجارب علمية متقدمة، بما يعزز مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للتميّز في المعالجة الحاسوبية للغة العربية، ويعزز على الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي إطار التزامه بتعزيز المعرفة الرقمية؛ ينظم المركز خلال مشاركته في "جيتكس جلوبال" جلسة بعنوان «اللغة العربية والنماذج اللغوية الضخمة: حوار حول مستقبلنا الرقمي» يوم 15 أكتوبر، تجمع متخصصين في مجالي الذكاء الاصطناعي واللغة العربية، لبحث التحديات والفرص التي تطرحها هذه النماذج أمام اللغة العربية، واستشراف آليات تعزيز حضورها في مسيرة التحول الرقمي العالمي. كما ينظم ورش عمل حول «خدمات المكتبة الرقمية» يومي 14 و15 أكتوبر، لتسليط الضوء على آليات البحث الفعّال في قواعد البيانات الإلكترونية، وطرق الاستفادة من الموارد والمراجع المتاحة عبر المنصات الرقمية.
وتأتي هذه المشاركة انسجاماً مع إستراتيجية المركز الهادفة إلى ترسيخ الهوية الثقافية الوطنية عبر أدوات عصرية تجعل اللغة العربية لغة أساسية للعلم والمعرفة والتواصل الحضاري، وتأكيداً على التزامه بإطلاق حلول مبتكرة تواكب تطلعات دولة الإمارات في مجال التحول الرقمي، بما يسهم في تعزيز انتشار المحتوى العربي وتنافسيته في المشهد الرقمي العالمي.
ومع انطلاق دورته الخامسة والأربعين، يبرز موقع "جيتكس جلوبال" كأحد أكبر معارض التكنولوجيا والشركات الناشئة في العالم، حيث يجمع تحت مظلته كبريات الشركات التكنولوجية العالمية، والمؤسسات الحكومية، والناشئة، والمستثمرين، والمتخصصين من القطاع عبر أكثر من 40 قاعة عرض. وتركز نسخة هذا العام على عدد من القطاعات، مثل الذكاء الاصطناعي، والصحة الرقمية، ومراكز البيانات، والأمن السيبراني، والحوسبة الكمية، ما يجعلها منصة مثالية لتسليط الضوء على أهم الابتكارات مثل BAREC التي تربط بين اللغة والذكاء الاصطناعي.