أطلق مركز ابوظبي للغة العربية "مبادرة القراءة في المرافق الحيوية" في إمارة أبوظبي، سعياً إلى تعزيز ودعم القراءة باللغة العربية في المرافق الحيوية وترسيخ هذه الثقافة بين مختلف أفراد المجتمع، وذلك انطلاقاً من رؤيته ومهمته في تعزيز حضور اللغة العربية وترسيخ مكانتها لغة ثقافة وعلم وإبداع.
وتسعى هذه المبادرة التي ينظمها المركز تحت مظلة "نادي كلمة للقراءة" لنشر هذه الثقافة عبر كافة فئات المجتمع بمختلف أطيافه، مستهدفة في مرحلتها الأولى 8 من المواقع التي تتناسب طبيعتها مع أهداف المبادرة، كالفنادق والمستشفيات والمقاهي وغيرها، وذلك لتشجيع الناس على استغلال أوقات فراغهم ومساحات الانتظار في إثراء رصيدهم الثقافي والمعرفي، ما سينعكس لاحقاً على وعي الأسرة وتقدم المجتمع ونهضة الدولة، استناداً لكون القراءة اللبنة الأساسية لبناء مجتمع متحضِّر؛ مثقف ومفكر ومبتكر، من خلال دورها الجوهري في تنمية ثقافة الفرد وتطوير معرفته وتشذيب أفكاره وتحفيز إبداعه وتوسيع آفاقه ومداركه.
وتوفر المبادرة الإصدارات والكتب المطبوعة عن "مشروعي كلمة للترجمة" و" إصدارات" في شتى المجالات على أن تتضمن عملية اختيار الكتب المعروضة دراسة الإقبال عليها وتحديثها بشكل ربع سنوي وعلى مدار العام لتتماشى مع متطلبات الجمهور المستهدف وتزويده بأحدث الإصدارات التي تواكب تطلعاته وشغفه نحو تنمية مخزونه الثقافي والمعرفي بكل جديد.
أطلقت المبادرة خلال حفل توقيع اتفاقية بين مركز أبوظبي للغة العربية وقصر الإمارات ماندارين أورينتال أبوظبي، الذي سيشكل نقطة الانطلاق لتطبيق المبادرة، على أن تتوسع آفاقها ورقعة انتشارها عبر مختلف أنحاء إمارة أبوظبي خلال العام الجاري 2024.
وتهدف الاتفاقية، التي وقعها سعادة سعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية ومايكل كوث، المدير العام ونائب رئيس العمليات في المنطقة لقصر الامارات ماندارين أورينتال أبوظبي، إلى تنسيق الجهود المشتركة بين الطرفين في مجالات دعم القطاع الثقافي في إمارة أبوظبي من خلال تعزيز ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع وخلق مسارات مستمرّة للتعلّم، إلى جانب تحفيز الإنتاج الفكري والثقافي الوطني ورعاية المجتمعات المعرفية، فضلاً عن التعاون في اختيار وتخصيص الأماكن المشجعة على القراءة بين الجمهور.
وفي معرض تعليقه على توقيع الاتفاقية، قال سعادة سعيد حمدان، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: "إن تعزيز ثقافة القراءة بين كافة فئات المجتمع هو هدف رئيس ضمن أهداف المركز الاستراتيجية التي تواكب رؤية القيادة الحكيمة حول دور العلم والمعرفة بصفتهما ركيزتين أساسيتين لتطوير مجتمعنا، وبترسيخ عادة القراءة بين الناس، نسعى إلى المساهمة في تحقيق تطوّر شامل وتعليم مستدام، وتحفيز مهارات التفكير الإبداعي والنقدي، مما يسهم في بناء مجتمع ذكي ومثقّف له دور فعّال في بناء المستقبل."
وأضاف سعادته: "تعتبر الترجمة وسيلة حيوية لدعم الثقافة والمعرفة لتسهيل فهم الأفكار والأعمال الأدبية والعلمية، وتقوم بدور أساسي في تعزيز التبادل الثقافي ونقل المعرفة وإرساء التفاهم العالمي، لذا نحرص في المركز على إطلاق مبادرات نوعية ذات تأثير إيجابي حقيقي على الأفراد وتصل إليهم أينما كانوا، وذلك ما تقدّمه مبادرة القراءة في المرافق الحيوية، فالكتب نافذة للتعرّف على عوالم جديدة ومصدر لتوسيع آفاق الفهم في جميع القطاعات، وتُتيح لنا هذه المبادرة الفرصة لتوسيع نطاق شراكات المركز مع مختلف الجهات والتعاون في مسيرة تعزيز اللغة العربية والنهوض بها".
من جهته، قال مايكل كوث، المدير العام ونائب رئيس العمليات في المنطقة لقصر الإمارات ماندارين أورينتال، أبوظبي "متحمسون للشروع في رحلة ثقافية مع مركز أبوظبي للغة العربية، هدفها الاحتفاء باللغة العربية وقيم الضيافة والوحدة، ومن خلال مذكرة التفاهم ومفهوم الخدمة الفريد للغاية لدينا، نلتزم بإثراء التجارب، وإنشاء الروابط الدائمة، ودمج فن الضيافة بثقافتنا الغنية للغاية".
كما تشمل الاتفاقية تحفيز الجانبين لإصدار ونشر المواد المقروءة باللغة العربية من خلال ترجمة الإصدارات المعرفية من مختلف اللغات إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى دعم تنمية رأس المال البشري والمساهمة في بناء وتعزيز القدرات العقلية والمعرفية لكافة الأفراد.