شارك مركز أبوظبي للغة العربية في البرنامج الفكري لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته العشرين، والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو 2025، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب. جاءت هذه المشاركة انطلاقاً من التزام المركز بدعم اللغة العربية وتعزيز حضورها في الحياة المعاصرة، وربط الأجيال الجديدة بالإرث الفكري والعلمي للغة العربية.
استضاف البرنامج الفكري للمعرض سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، في ندوة ثقافية سلطت الضوء على كتابه الجديد "عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب". أدار الندوة محمد غنيمة، رئيس وحدة الوثائق بقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، بحضور الدكتور محمد سليمان، القائم بأعمال نائب مدير المكتبة ورئيس قطاع التواصل الثقافي، والدكتور مدحت عيسى، مدير مركز ومتحف المخطوطات بالمكتبة.
وتناولت الندوة جهود المركز في تعزيز حضور اللغة العربية وتأثيرها في الحياة اليومية، بالإضافة إلى مناقشة استراتيجية المركز وأبرز مشاريعه ومبادراته. كما تم التعريف بالإصدارات الجديدة للمركز، مع تركيز خاص على كتاب "عيون العجائب"، الذي يقدم قراءة جديدة لشعر المتنبي، مع التركيز على جوانب الابتكار والإبداع في شعره.
أكد سعادة الدكتور علي بن تميم أن كتابه جاء ثمرة تأمل طويل في شعر المتنبي، الذي يُعد من أكثر الشعراء الذين كُتبت عنهم الدراسات، إلا أن جوانب كبيرة من حياته وشعره ما تزال مجهولة. وأوضح بن تميم أن علاقته بالمتنبي بدأت من خلال بيت شعري يعتبره مفتاحاً لفهم ديوانه: "كم قَتيلٍ كما قُتِلتُ شهيدِ.. ببياضِ الطُلى ووردِ الخدودِ"، مشيراً إلى أن هذا البيت يشكل النواة التي تشع منها بقية قصائد المتنبي.
وأضاف أن المتنبي لم يكن مجرد شاعر، بل كان مفكراً سابقاً لعصره، حيث تناول في شعره مفاهيم عميقة عن الواقع السياسي والأخلاق العربية، وقدم تمثيلات غير نمطية للمرأة، وكتب خمس قصائد تُظهر تمكيناً غير مسبوق للمرأة في الشعر العربي الكلاسيكي. كما استعرض بن تميم الابتكارات اللغوية في شعر المتنبي، مثل استخدامه لمصطلح "الحصان" بدلاً من "الخيل"، والذي ورد 15 مرة في ديوانه.
عبّر سعادته عن تقديره لمكتبة الإسكندرية، مشيداً بدورها الريادي في نشر الفكر والإبداع في مصر والعالم، وقال: "مكتبة الإسكندرية منارة عالمية للعلوم والمعارف، ونعتز بترسيخ التعاون معها". كما أكد على الدور المحوري للثقافة في تشكيل الوعي العام ومواجهة التحديات، خاصة في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة.
إلى جانب الندوة، شارك المركز في جلسات العصف الذهني التي نظمها المعرض، والتي هدفت إلى بحث سبل تعزيز حضور اللغة العربية في الحياة المعاصرة من خلال مبادرات مبتكرة وفعالة. كما سلط الضوء على مشاريع المركز التي تهدف إلى إبراز قيمة اللغة العربية وتجديدها في العصر الحديث.
يشهد المعرض هذا العام مشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، ويقدم أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 مفكر ومثقف. كما يتضمن أنشطة موازية تقام في بيت السناري بالسيدة زينب وقصر خديجة بحلوان، مما يجعله أحد أبرز الأحداث الثقافية في المنطقة.
وتؤكد مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب على التزام المركز بدعم اللغة العربية وإبراز دورها في تشكيل الهوية الثقافية، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية العربية لخدمة اللغة وإثراء الحركة الفكرية والأدبية.