نظم نادي كلمة للقراءة في مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، ندوة ثقافية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام.
وناقشت الندوة كتاب "ملكات الفلسفة"، الصادر عن مشروع كلمة للترجمة، بمشاركة الأديبة الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، والكاتبة أسماء صديق المطوع اللتين تناولتا بالشرح والتحليل الكتاب، الذي يقع في 258 صفحة، ويدور حول فيلسوفات برزن في عصورهن، وقدّمن إسهامات رفدت الفكر الفلسفي على امتداد الألفيتين.
وأكد سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية حرص المركز على الإسهام في التعريف بمكانة المرأة في مسيرة النهضة وحضورها في جميع المجالات، وعلى وجه الخصوص في المجال الثقافي، وفي الثقافة العربية، حيث قدمت من خلاله الكثير من الإبداعات والأعمال المتميزة التي بقيت خالدة في ذاكرة التاريخ.
وأضاف: "في اليوم العالمي للمرأة نفخر بالإنجاز الكبير الذي حققته الإمارات في تمكين المرأة وإرساء حضورها ومشاركتها الكاملة والفعّالة، وهو نهج صار نموذجاً يقتدى به؛ برؤية ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أم الإمارات".
وأضاف: "ونحن نسعد بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وقد اخترنا لذلك كتاباً مهماً من إصدارات مشروع كلمة للترجمة بمركز أبوظبي للغة العربية، يلقي الضوء على مسيرة فيلسوفات ألهمن العالم ورفدن تاريخ الفلسفة على مدار ألفي عام مضت، وهو الإلهام الذي استمرت المرأة في تقديمه للإنسانية في كل جانب من جوانب الحياة".
من جانبها قالت سعادة نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، إن الثقافة والإبداع في دولة الإمارات العربية المتحدة، مفردتان ركيزتان أساسيتان في حياة المجتمع، تثريان مسارات الحياة وتعززان قوة حضور وتأثيرات دولتنا عالمياً، علاوة على دورهما في جعل الفكر والمعرفة محور الاهتمام والهدف الجوهري لدى كافة الأفراد والمؤسسات، مشيرة أن الثقافة في الإمارات ليست حقلاً تنموياً وفكرياً عادياً أو مجالاً ثانوياً، وإنما هي جوهر مشروع دولتنا الحضاري والتنموي الذي يبدأ بوعي الإنسان ومعارفه وقيمه ومبادئه، خصوصاً وأنها أصبحت بين أهم المراكز الثقافية العالمية وتثري المشهد الفكري الإنساني بأسمى القيم والمبادئ.
وأعربت عن سعادتها بالتعاون مع نادي كلمة للقراءة في مركز أبوظبي للغة العربية، لتنظيم هذه الندوة الثرية، والتي جاءت بمشاركة نخبة من الكاتبات الإمارتيات. كما حرصت سعادتها بمناسبة يوم المرأة العالمي على توجيه رسالة شكر وتقدير للمرأة في الإمارات والعالم، لدورها الحيوي ومساهمتها الفاعلة في بناء المجتمعات ودعم رفعتها وتقدمها.
وأضافت: "إن احتفال دولة الإمارات بهذه المناسبة يأتي وقد حققت المرأة الإماراتية العديد من الإنجازات، ونجحت بتميز في إثبات حضورها في شتى الميادين محلياً وعالمياً نتيجة الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، التي آمنت بدور المرأة كشريك رئيس في مسيرة التنمية، وفي جهود صناعة المستقبل، وبفضل توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، التي وفرت للمرأة الإماراتية كل الدعم للمرأة حتى غدت نموذجاً في الطموح والابتكار والعطاء.
ويكرّس الكتاب المنجز النسوي في المضمار الفلسفي بدءاً من دَيوتيما، وبانْ تجو، أوَّل مؤرِّخةٍ في تاريخ الصين القديم، وهيباتْيا، وحَنَّة آرِنت، والأكسفورديَّات، مروراً بآنْجِلا ديفِز، ثم عزيزة الهِبْري، التي كرّست بَحْثَها لفهم تقاطُع مَفاهيم غربيَّةٍ مُعاصرة، مثل المُساواة بين الجنسيْن، مع التَّشريع الإسلاميِّ. وتتخلل الندوة عروض موسيقية تضفي عليها أجواء احتفالية.
ومشروع كلمة للترجمة؛ يعد مبادرة طموحة في مركز أبوظبي للغة العربية. أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في العام 2007، بهدف إحياء حركة الترجمة في العالم العربي ودعم الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي للمساهمة في المشهد الثقافي الدولي، وصولاً إلى تأسيس نهضة علمية ثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية، إلى جانب تنظيم الفعّاليات والأنشطة المتصلة بالترجمة.