تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، كرّم الشيخ راشد بن حمدان بن زايد آل نهيان الفائزين بالدورة الثانية من جائزة سرد الذهب 2024، في حفل نظّمه مركز أبوظبي للغة العربية في حصن الظفرة، احتفاءً بروّاد السرود الشعبية والرواة والمبدعين في مجالات السرد القصصي والبصري.
وخلال الحفل، كرّم الشيخ راشد بن حمدان بن زايد آل نهيان الكاتب والروائي العراقي ياس الفهداوي، الفائز بالمركز الأول في فرع القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة، عن قصته "غرف يجري من تحتها الناس"، والكاتب والروائي السوداني عبدالرحمن عباس، لفوزه في المركز الأول بفرع القصة القصيرة للأعمال السردية المنشورة، عن قصته "الحَكَّاء الأخير في هذا الزمان"، والدكتورة البحرينية ضياء عبدالله خميس الكعبي، لفوز روايتها "الحكايات الشعبية البحرينية: ألف حكاية وحكاية"، بالمركز الأول ضمن فرع السرود الشعبية.
وضمن فرع السرد البصري، كرّم الشيخ راشد بن حمدان بن زايد آل نهيان الفنان العراقي محمود شوبّر، عن لوحته "عنترة وعبلة"، والراوي الإماراتي عبيد بن صندل، الفائز بالمركز الأول عن فرع الرواة، تقديراً لمكانته كأحد الرواة البارزين، وجهوده الرائدة في الحركة الثقافية في الدولة، كما كرّم الأكاديمي والباحث الأمريكي روي كاساغراندا لفوزه بالمركز الأول في فرع السردية الإماراتية، لجهوده في إبراز قيم استئناف الحضارة والمثاقفة والتواصل الحضاري، وتناوله العميق لكيفية انتقال العلوم من الحضارة العربية إلى الحضارات الأخرى، وانطلاقه في كتاباته ومحاضراته وأبحاثه من القيم التي تحرص عليها الجائزة، والتي تدعم التسامح والتعايش بين الأديان والأمم والشعوب.
وشهد حفل توزيع الجوائز كل من معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وسعادة ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل الدائرة، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة علي عبيد الهاملي، رئيس اللجنة العليا لجائزة سرد الذهب، وسعادة عبدالله ماجد آل علي، المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية.
وقدّم سعادة سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، جزيل الشكر لسموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على رعايته الكريمة للجائزة، وقال: "يرسّخ التكريم أهداف الجائزة المتمثّلة في الاحتفاء بالمبدعين، ودعم الإصدارات السردية المتميّزة، التي تمثّل جزءاً أصيلاً من ثقافة وتراث دولة الإمارات والمنطقة العربية، ونظراً لقربها من عقول المتلقّين وقلوبهم، وارتباطها بذاكرتهم الجمعية، تمكّنت الجائزة من تعزيز الثقافة العربية وقيمها، بأسلوب بسيط بعيد عن التكلّف، يحتضن أرقى المعاني للتعبير عن الهوية الوطنية والارتقاء بها".
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "يختتم حفل تكريم الفائزين مرحلة متميّزة من جائزة سرد الذهب المبتكرة في تفاصيلها، ويعد انطلاقة لمرحلة تميُّز جديدة ستشهدها الجائزة في دوراتها اللاحقة في ظل الرعاية الكريمة والمستمرة التي تحظى بها المبادرات الثقافية، ولا سيما أنّ الجائزة لامست الوجدان العربي عبر رعايتها فنون السرد الشعبي، وقد أصبحت خلال مدة قصيرة ملهماً لروّاد هذا الفن الأصيل، ومنبراً حقيقياً يحتفي بأعمالهم، وهو ما يتجلى في عدد المشاركات الكبير الذي تلقّته الجائزة في مختلف فروعها، والذي يزيد على 1,213 عملاً".
وهنّأ سعادة علي عبيد الهاملي، رئيس اللجنة العليا لجائزة سرد الذهب، الفائزين بالدورة الثانية، مثمّناً المكانة المهمة للجائزة التي تستلهم اسمها من فكر المغفور له الوالد المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، واعتبر أنّ الجائزة إضافة نوعية للإبداع الثقافي والمعرفي عبر تكريمها فنون السرد الشعبي، وبما تعكسه من ريادة إمارة أبوظبي ودولة الإمارات في المجال الثقافي، واحتضانها الإبداع والمعرفة ومبادرات حفظ التراث العربي وإحيائه ليشكّل بوصلة وركيزة للأجيال المقبلة.
يُذكر أنّ جائزة "سرد الذهب"، جائزة سنوية أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية في العام 2022، لتعزيز الثقافة العربية ودعم حضور اللغة العربية وإحيائها، وتهدف الجائزة إلى تكريم رواة السِّيَر والآداب والسرود الشعبية محلياً وعربياً وعالمياً، وتسليط الضوء على فنون الحكاية الشعبية والسردية الإماراتية والإنتاجات الملهمة في هذا المجال، وتسعى الجائزة إلى إحياء فن الحكاية الشعبية، والسّرد القصصي، والملاحم الشعبية التي تمثّل جزءاً أساسياً من الثقافة العربية، والتعبير عنها ضمن حالة فنية معاصرة، تُبرز جوانب التميّز والجمال والحكمة لدى أجدادنا الأوائل، وتدعم تقديم الرسالة التاريخية لهذا الفن وتوثيقها للأجيال المقبلة.
وحقّقت الجائزة في دورتها الحالية نمواً كبيراً في عدد الأعمال المشاركة، الذي وصل إلى 1213 عملاً من 34 بلداً، منها 19 بلداً عربياً، ونسبة زيادة بلغت 23% عن دورتها الأولى التي شهدت مشاركة 983 بلداً.