طرحت الدورة الثانية من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، التي نظمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي يومي 21 و22 مايو 2023 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، عدداً من التوصيات ركزت على محاوره الرئيسة المتمثلة في تطويع السرد القصصي، وبحث الفرص والتحديات وأفضل الممارسات التي تسهم في تطوير محتوى يلبي التطلعات النوعية للجمهور عبر الوسائط الإعلامية المختلفة.
وشهد المؤتمر زيادة في عدد الحضور بنسبة 58% مقارنة بالعام الماضي، فيما أوضح 65% من المشاركين أن الحدث منحهم منصة مثالية لبناء علاقات مهنية جديدة تمهد الطريق أمام المزيد من الفرص المستقبلية لتوسيع نطاق أعمالهم، وأكد 30% منهم أنهم عقدوا اتفاقيات أعمال أو شراكات جديدة.
وأسفرت الجلسات، التي جمعت كوكبة كبيرة من الكتّاب والمبدعين والرواد في قطاع النشر وصناعة المحتوى، عن مجموعة من التوصيات من أهمها، ضرورة التحاق صناعة النشر بثورة الذكاء الاصطناعي واستغلال أدواتها في تطوير عملياتها مثل التوزيع ورفع معدلات إنتاج المحتوى، مع أهمية التركيز على تقديم محتوى ومنتجات ذات جودة عالية باللغة العربية. وتناولت التوصيات أيضاً أهمية التفاصيل في السرد القصصي، إذ "كلما زادت تفاصيل القصص، اتسعت تأثيراتها".
وفيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية؛ أشارت التوصيات إلى ضرورة استحداث أنظمة توصية بالكتب والمحتوى قائمة على البيانات وتعمل بواسطة الخوارزميات. كما دعت للاهتمام بالبيانات باعتبارها المفتاح لنجاح المحتوى، حيث يتعين أن تبذل الصناعة جهوداً إضافية للحصول على البيانات وتحليلها وتطبيقها.
من جانب آخر؛ أكد المؤتمر أن التعليم يُمكن أن يكون ممتعاً إذا تم تقديمه في إطار مشوق وبأساليب مبتكرة. ولذا يجب أن تنظر صناعة النشر فيما يستخدمه الأطفال والطلاب من وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، ومحاولة توظيف هذه الأدوات في المنصات التعليمية، باعتبارها إضافة وليست بديلاً للقراءة. وشددت التوصيات كذلك على ضرورة تعريب المحتوى الأجنبي بحذر، مؤكدة أن الطلب على المحتوى العربي في تزايد، وأن قنوات التوزيع والمبيعات تتوسع ومع ذلك لا يوجد ما يكفي من المحتوى العربي عالي الجودة لمواكبة هذا الطلب.
وطالبت التوصيات القائمين على صناعة النشر بالاهتمام بالفروقات بين المناطق العربية المختلفة خاصة فيما يتعلق باللغة، وأن تسعى الصناعات الإبداعية لمزيد من تطوير جسور الحوار والتعاون مع الناشرين لتقديم محتوى متميز. ودعت أيضاً إلى ضرورة وضع استراتيجية للكتب الصوتية، التي تشكل أحد توجهات النمو المستقبلية في ظل ما تشهده من انتشار مطرد في العالم العربي.