استضافت جلسة "العائلة والثقافة"، التي نظّمتها مؤسسة صالون الملتقى الأدبي ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته الـ31، الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والشاعرة الجزائرية الدكتورة زينب الأعوج، اللذين تحدّثا عن الروابط الإبداعية التي تجمع بينهما، وبعض الملامح في حياتهما الشخصية كزوجين وأثرها على مشاريعهما الإبداعية وغيرها من الحكايات.
استهلّت الأكاديمية الأديبة زينب الأعوج الجلسة التي أدارتها الناشطة الثقافية الإماراتية أسماء المطوّع بالحديث عن أن صاحب "كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد" هو قارئها الأول منذ أربعين عاماً، قائلة: "لطالما منحني رأيه فيما أكتب، وبدوري لا أقرأ له فقط بل استمع لقصصه قبل كتابتها، وأعيش مع شخوصها وأحداثها، واستمتع بها، ثم تنتقل بعد ذلك إلى مسامع الأولاد والأحفاد، لأن الرواية تصبح قصة شعبية في البيت.
ولفتت الأعوج إلى أن الإبداع عملية تراكمية أساسها القراءة، مشيرة إلى أنها تقرأ وتستمع بالموسيقى والمسرح والسينما وبجميع أشكال الفنون.
وعن أول عمل روائي لها قالت الأعوج: "شجعني واسيني كثيراً، إذ اشتغلت بأول عمل سردي نحو 3 سنوات، وعندما انتهى كنت بحاجة إلى رأي شخص مختص وكان واسيني، لذا أرسلت الرواية له باسم زائف، حتى أتمكّن من معرفة رأيه بموضوعية دون انحياز، وبالفعل بعد أن أعطاني عدداً من الملاحظات في البناء الروائي وهيكل الرواية، وحذف بعض الزوائد الكتابية، أنهيت الرواية معه بعد أربع أو خمس أشهر، وسألته في النهاية عن دار نشر، وأرسلتها، لتخرج روايتي الأولى".
وأشار واسيني الأعرج إلى أنه القارئ الأول لزوجته الشاعرة، ويحرص على اقتسام الآراء معها دون نفي أو مواربة، وأوضح أن الصدفة شاءت أن يقرأ لها قبل الزواج عبر صفحات الشعر الجامعية، لتتطوّر العلاقة بعد ذلك ويصبح زوجاً وقارئاً ومنصتاً على حسب تعبيره "مرّتين للشاعرة والزوجة".
وأشار الأعرج إلى أن "زينة ماريا"، وهي الاسم المستعار الذي تلقّى به رواية زوجته، صنعت لنفسها تاريخاً وحياة مختلفة، حتى بتُّ أرغب في التعرّف على تلك الكاتبة التي احترفت الكتابة بهذا الشكل، وقد أعجبني العمل وكتبت لها "العزيزة الغالية.. وأضفت ملاحظاتي إيجابيتها وسلبيتها" وأخبرت زوجتي عن العمل بل وأعطيتها لتقرأه، ونسيت الموضوع، لأفاجأ أن "زينة ماريا" نفسها ترسل بطلب المساعدة لنشر العمل، وساعدتها، وبالطبع أخبرت زوجتي عن ذلك أيضاً، لأفاجأ بعدها أنها تنقل بعض الجمل والفقرات من الرواية، وحذرتها أن الرواية لشخص اسمه "زينة ماريا" لكنها استمرت، لتخبرني بعد ذلك بأن العمل لها، وفعلت كل ذلك لأنها تبحث عن رؤية موضوعية في العمل خارج إطار الزواج.