يشهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ32، التي تستمر حتى الـ28 من مايو الجاري، حضوراً مميزاً لعدد كبير من المخطوطات النادرة والخرائط المهمة التي تعود إلى حقب تاريخية مختلفة من القرن الثالث عشر وحتى القرن العشرين، تعرضها دور نشر عالمية لتتيح للزوار فرصة استكشاف تاريخ الأدب والعلوم والفنون العربية والعالمية، وإلقاء نظرة على كتبها وأعمالها العلمية والفنية والأدبية التي تشكل جزءاً كبيراً من الهوية الثقافية والتاريخية للأمة العربية وغيرها من الأمم والحضارات السابقة.
ومن بين المخطوطات النادرة المتاحة للزوار نسخة من القرآن الكريم تُسمى "مصحف سان بطرسبرج"، نسبة إلى مطبعة دار العلوم في مدينة سان بطرسبرج، حيث طبع بموجب مرسوم من الإمبراطورة الروسية "كاترين" الثانية عام 1787 لتوزيعه على "القرغيز" مجاناً إظهاراً للتسامح الديني بين مكونات مجتمع الإمبراطورية الروسية آنذاك.
وشملت المخطوطات النادرة في المعرض كتاب "رحلة حج إلى الأرض المقدسة" الذي نشر عام 1486 للمؤلف "برنهارد فون برايدن باخ"، وزوده الفنان الهولندي "إرهارد ريويتش" بالرسوم التوضيحية، ويُعد هذا الكتاب أول دليل للسفر في العالم، ويضم صوراً لبيروت والقدس والقاهرة وغيرها من المدن والموانئ التي زارها الثنائي في طريقهما من مدينة البندقية في إيطاليا إلى الأرض المقدسة، كما يُعد أول كتاب مطبوع يظهر فيه الحرف العربي.
وإلى جانب النسخة الأصلية من "خريطة هنتر" التي تعد أقدم خريطة لمنطقة الخليج والجزيرة العربية، تتضمن المخطوطات كتاب المؤرخ العربي ابن المجاور "تاريخ المستبصر"، الذي يعود إلى القرن الـ13 ويوثق أحوال الجزيرة العربية في ذلك الوقت عبر خرائط ومخططات ورسوم بيانية، ويصف العادات والتقاليد السائدة آنذاك، إلى جانب الزي المنتشر بين الناس وطرق التجارة والزراعة وما كانت عليه أحوال الناس في ذلك الزمان.
كما تشمل المخطوطات المعروضة كتاب "كامل الصناعة الطبية" للمجوسي الذي يعود إلى عام 1582، ويُقدم تعليمات مفصلة عن طريقة إجراء العمليات الجراحية، ويشكل عملاً طبياً فريداً من العصر الذهبي للعلوم الإسلامية، ويوفر المعرض لزواره.
فرصة الاطلاع على "أطلس سيليستيال"، أجمل أطلس سماوي مطبوع في العصر الذهبي للخرائط، إلى جانب أول طبعة عربية لكتاب "ألف ليلة وليلة"، بالإضافة إلى إنجيل مطبوع على الرق يعود إلى القرن الثالث عشر.
ويحرص معرض أبوظبي الدولي للكتاب على عرض هذه المخطوطات النادرة تأكيداً على التزامه العميق بمنح زواره سهولة الوصول إلى آداب وعلوم وتراث العالم القديم ومنحهم فهماً أعمق لتاريخ المنطقة وطابعها الثقافي في الأزمنة الماضية.