سردية الشعار
ع
سردية الشعار

حرف العين "ع"

الحرف الأوّل من كلمة "العربية"، وأحد أصواتها التي تختصّ بها دون معظم اللغات. العين أمّ البدايات: في الطبيعة تفيض عين الماء فيهتز قلب الأرض، وفي المعرفة تتقلب عَيْنا الإنسان فتنطلق رحلة المعرفة. والعين منتهى الغايات: يصبح الفرد عيناً متفرداً بين أقرانه، ويصير عطاؤه لغيره فرضَ عَيْن عليه.

 

أوّل عبقرية لغوية علمية عربيّة ظهرتْ بظهور "كتاب العين"، أوّل معجم عربيّ ألّفه الخليل بن أحمد الفراهيديّ. ومن بعدها ظلّت عين الرّقيب الحريصة تتابع عناصر اللغة وهي تتخلّق وتولد وتحبو وتشبّ عن الطوق وتتألّق ثمّ تكبر وتهرم، لتحافظ على العربية رشيقة أنيقة في كامل حيويّتها ونقائها.

 

 

اللونان الأبيض والأسود

من امتزاج البياض والسواد بدأ الزمن حركته نحو المستقبل بتعاقب الليل والنهار. بقيتْ الأوراق البيض صامتة حتى جرى عليها الحبر الأسود فنطقت علماً وحكمة وتنوّعاً. وهكذا فعل أبو الأسود الدؤليّ عندما وضع بريشته أولى نقاط العربية على الحروف المتشابهة، فأصبح لكل حرف شخصيته الفريدة.

 

والأسود لون الجمال العربيّ: في الحصان الأدهم، وفي البشرة السمراء، وفي العيون الكحيلة. فهو يمثل فهرس علم الجمال العربيّ ببساطته وعمقه.

 

 

انسيابية التصميم

ترمز الخطوط السبعة إلى الإمارات السبع وفي القلب منها العاصمة أبوظبي. تنحني الخطوط في أربع حركات رشيقة لينتج عنها ثمانية وعشرون خيطاً بعدد حروف الأبجدية العربية، تنسج تاريخ أمّة عريقة، فتصل ماضيها بحاضرها، وتعبر نحو المستقبل بثقة وأمل وعنفوان.

 

تشير السلاسة في تدفق خطوط الشعار إلى العبور السلس من الأصالة إلى الحداثة، وإلى انفتاح الذات على الثقافات ومنجزات المعرفة والتقنية. وتحاكي ضربات الفرشاة تموّج رمال الصحراء ومنحنياتها، وملامح العصر الحديث بجريانه المستمر وتحوّلاته المدهشة.

00:00
00:00