يحفل البرنامج المهني لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام بالعديد من الفعاليات التي تعزّز تَقدُّم صناعة النشر ودعم المهتمين بها، إذ يُوفِّر كل ما تحتاجه هذه الصناعة من تطوير المهارات ومناقشة واقعها والتطلعات إلى مستقبلها، ويقدم منصة مهنية وعصرية للتعارف المهني والشراكات وتبادل الحقوق والنشر المشترك، انطلاقاً من رؤية الإمارات الاستراتيجية، واتساقاً مع رؤية معرض أبوظبي الدولي للكتاب في تحقيق دوره الريادي على ساحة النشر العالمية، استناداً إلى مفاهيم مهنية عالمية تعتمد مبادئ الاستدامة والاحتراف والتمكين.
ويضم البرنامج المهني أكثر من عشرين فعالية ضمن خمسة محاور رئيسة تراعي الاحتياجات المهنية للناشر العربي وتهتم بحضور مميز للناشر الدولي، وتشمل المحاور: الترجمة والتسويق والمحتوى الإبداعي والنشر الرقمي والشراكات؛ إذ يناقش كل محور منها نخبة من المختصين والمحترفين، ضمن جملة من الفعاليات أهمها ندوة رئيسة تناقش عبر مجموعة من أهم الضيوف تفاصيل كل محور بمعطيات الواقع وتطلعات المستقبل في إطار يؤسس لمهنية بمعايير دولية وأطروحات مستقبلية، إلى جانب جلسات للمحور تراعي التقنيات الفنية للنشر كصناعة، وتسعى للاستدامة كهدف، عبر ممارسين للمجال وأصحاب رؤى وتجارب ناجحة.
ويوفر البرنامج ملتقى يومياً للناشرين والمختصين والمعنيين بصناعة النشر، ويقدم منصة مهنية وعصرية للتعارف المهني وبناء الشراكات وتبادل الحقوق والنشر المشترك، والبحث عن مشروعات مشتركة جديدة بين الناشرين، كما يقدم فرصاً لتبادل حقوق النشر والترجمة والتحول الرقمي والصوتي، إذ يتيح المعرض تقديم التعاقدات التي تتم في جلسات تبادل الحقوق والتعارف المهني للحصول على منح من خلال منحة "أضواء على حقوق النشر" التي تَهدِف إلى دعم الناشرين.
ويتميز البرنامج المهني لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام بأرضية عربية تلبي تطلعات الناشر العربي واحتياجاته، وحضور دولي يضيف للنشر العربي بعداً جديداً، ويفتح أبواباً من الشراكات، وفرصاً للوقوف على مستجدات الصناعة وتقنياتها، ويهتم البرنامج بتحقيق مفهوم الاستدامة عبر جلسات تأسيسية يُبنى عليها لتكون بمثابة انطلاقة جديدة للنشر المهني العربي، جنباً إلى جنب مع الحضور الدولي، كما يوفر بيئة محفزة للعاملين في قطاع النشر المحلي لطرح تجاربهم، وتبادل الخبرات مع المشاركين الإقليميين والدوليين؛ إذ يسجل الحضور الإماراتي في هذا البرنامج تميزاً وتنوّعاً، يثريه العدد الكبير من الإماراتيين العاملين في صناعة النشر والمعنيين بها، فنجد العديد من دور النشر المحلية، مثل: "دار الظبي" و"دار الهدهد" و"دار المحيط" و"الفُلك" و"دار سدرة" و"دار كيوي" و"دار البرج" و"دار نور" و"دار غاف" و"دار سمارت مايند" و"دار كوميكس".
ويزخر البرنامج بحضور مؤسسي رفيع يبدأ من مسؤولي الاتحاد الدولي للناشرين، ويمر بجهات وهيئات ومؤسسات دولية وعربية، وينتهي بجيل شباب الناشرين والتجارب الناشئة، ويتوسع البرنامج في أفقه نحو مستقبل الصناعة عن طريق استشراف مستجدات النشر الرقمي وآليات التسويق الرقمي والعلاقة بين الرقمي والمطبوع من خلال المحتوى والترويج جنباً إلى جنب.
ولتحقيق رسالته في تبنّي المواهب الإبداعية، وتوفير حاضنة لتنميتها، وتوفير فرص تعلم احترافية للشباب المبدعين، يتضمن البرنامج المهني للمعرض جلسات وورشاً تدريبية في مجالات الكتابة الإبداعية والفنية، يهدف منها إلى تسليط الأضواء على تجارب ناجحة، وتقديم العون المهني لكل مبتدئ.
كما يضم البرنامج محاور مهنية للجمهورية التركية، ضيف الشرف لدورة هذا العام، ويحتفي بالتجارب التركية الناجحة في مجال النشر عبر ندوات مهنية للناشرين الأتراك، كما يمنح منصته للناشرين والمختصين الأتراك للتعاون والتعلم المتبادل مع الناشرين العرب والأجانب، إذ يُعنى بهذا البرنامج عدد كبير من المشاركين الأتراك المهتمين بالصناعة الثقافية، الساعين إلى توقيع عدد كبير من الاتفاقيات المتعلقة بحقوق التأليف والنشر، والمعنيين بالحصول على حصة أكبر من السوق الدولية، والذين سيقدمون عدداً من الجلسات حول سوق الكتب التركية، حيث تُقرأ الكتب باللغة التركية، وتناقش موضوع حقوق التأليف والنشر الدولية والترجمة.
ويشهد البرنامج الاهتمام نفسه من الناشرين المشاركين من جمهورية الصين الشعبية، التي تسجل مشاركة في المعرض هذا العام هي الأكبر لها في أي معرض دولي بعد معرض فرانكفورت للكتاب؛ فثمة مشاركة لخمسين دار نشر صينية حكومية، منها عشرون تشارك حضورياً، فيما تشارك بقية دور النشر عبر توكيلات، مع مشاركة عدد من دور النشر الصينية بشكل مباشر، ومن أبرز الجهات المشاركة: معرض بكين الدولي للكتاب ومعرض شانغهاي الدولي لكتاب الطفل والشركة الصينية الوطنية لاستيراد وتصدير الكتب والشركة الوطنية الصينية التعليمية لاستيراد وتصدير الكتب وجامعة بكين للغات والثقافة وجيلي لكتب الأطفال.
ويُعَد البرنامج المهني لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب داعماً قوياً لتَقدُّم صناعة النشر ودعم المهتمين بها، حيث يُوفِّر كل ما تحتاجه هذه الصناعة من تطوير المهارات وتحديث الأدوات وتبادل الخبرات، ويهتم البرنامج بتحقيق تعاون حقيقي وملموس بين ناشري العالم المشاركين في المعرض عبر لقاءات لتبادل الحقوق والترجمة تسعى لترسيخ دور معارض الكتب العربية في تقديم منصة داعمة لتجارة حقوق النشر، وإثراء المحتوى العربي بكل جديد، حتى يكون المعرض مركزاً لتصدير المحتوى العربي كي يراه العالم ويستطلع جديده.