ع
ع
مشاريع مركز أبوظبي للغة العربية في "جيتكس جلوبال 2024" ترسخ مواكبته التطورات التكنولوجية

عكست منصة مركز أبوظبي للغة العربية في معرض "جيتكس جلوبال 2024" مواكبته الحثيثة للتكنولوجيا، بما يتوافق مع استراتيجيته الرامية إلى تعزيز حضور اللغة العربية في المشهد الحضاري ودعم قطاع النشر، واستثمر المركز وجوده في المعرض التكنولوجي الأضخم من نوعه في العالم، لطرح مشاريعه الرقمية الثلاثة: معجم "دليل المعاني" الرقمي، و"الكتب الصوتية بالذكاء الاصطناعي"، و"مختبر الذكاء الشعري".

 

وتتيح منصة المركز في "جيتكس" الاطلاع على آخر تحديثات مشروع "معجم دليل المعاني"، أول معجم عربي - إنجليزي رقمي متكامل يوظف عناصر الصوت والصورة لإثراء المحتوى، الذي يتضمن أكثر من 7000 مادة معجمية تمثل نحو 80% من المفردات الأكثر استخداماً في اللغة العربية المعاصرة، عبر توظيف تقنيات حوسبة اللغة العربية، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات قواعد البيانات، ومحركات البحث، والذي قام على إنتاجه فريق من اللغويّين في المركز، بالإضافة إلى فريق تقنيّ متخصّص.

 

ويلبّي المعجم احتياجات متعلمي اللغة العربية غير الناطقين بها من خلال ما يوفره لهم من مادة موثوقة ومعروضة بشكل عصري؛ فكل مادة معجمية تتضمن المعاني المختلفة للمفردة مرتبة ترتيباً أنيقاً، يقابلها المعنى باللغة الإنجليزية، كما تقدّم تعريفاً لكل معنى، ومثالاً عليه، كما تُظهر المستوى اللغوي، والنوع الصرفي، مدعومة بصورة توضيحية تشرح المرادفات، والمضادات، إضافة إلى ميزة النطق الآلي للتعريفات والأمثلة، مثل التعابير الشائعة والتصريفات والمشتقات.

 

ويوظّف المعجم تقنيات حوسبة اللغة العربية والذكاء الاصطناعي في تحويل النص المكتوب إلى منطوق، ما يمكّن المستخدم من سماع النطق الصحيح للكلمة أو تعريفها أو الأمثلة على استخداماتها، كما يزوّد المعجم المستخدم من اللغات الأخرى بالكلمات الرديفة باللغة الإنجليزية، ما يساعده على تعلّم العربية، ويقدّم المعجم أيضاً تعريفات واضحة وسهلة للمفردات الواردة فيه، وبهذا يسدّ فراغاً في المعاجم العربية التي لا تلتزم بإيراد التعريفات.

 

ويمتاز الموقع الإلكتروني والتطبيق الذكي للمعجم بواجهة بسيطة وسهلة الاستخدام؛ فتم إنشاؤه تقنياً بشكل مرن قابل لاستيعاب كلمات جديدة، أو إضافة أي مكوّن جديد لكلمات موجودة أصلاً، إذ يقوم فريق من اللغويّين في مركز أبوظبي للغة العربية بالمراجعة المستمرة للمعجم وتحسينه، علماً بأنه تم بناء المعجم وتطويره على مراحل منذ منتصف العام 2024.

 

كما يمكن لزوار منصة المركز التعرف على مجموعة واسعة من الكتب الصوتية التي تحتضنها منصة مشروع "الكتاب الصوتي بتقنية الذكاء الاصطناعي"، والذي يعد خطوة أولى للمركز نحو إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال النشر وصناعة الكتب، بما يتماشى مع رؤية حكومة دولة الإمارات للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

ويستفيد المشروع من تقنية الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص المكتوبة إلى محتوى صوتي عالي الجودة، وإنتاج مجموعة من إصداراته باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يسهل وصول محبي القراءة والباحثين والطلبة وذوي الهمم لأهم الإصدارات الأدبية والمعرفية، إذ تم العمل على 10 عناوين من سلسلة "ذخائر إماراتية"، التي تبرز أهم الكتب الإماراتية المنشورة خلال السنوات الماضية.

 

ويستند هذا المشروع إلى مجموعة كبيرة من التسجيلات الصوتية التي أنتجت في المركز سابقاً، بأصوات بشرية طبيعية لنصوص متنوعة يتم إرفاقها بالنصوص المكتوبة الخاصة بها، مع دراسة كيفية نطق الكلمات في سياقات مختلفة، وتأثير تركيب الجمل على النبرة الصوتية العامة.

 

ويقدم المركز ضمن منصته في معرض "جيتكس" أيضاً، مشروع "مختبر الذكاء الشعري" الرائد من نوعه، الذي يهدف إلى تقديم المحتوى الشعري بأدوات عصرية ماتعة، تساعد طلبة اللغة العربية والمعلمين على تعلم فنون الشعر وتعليمها، وتساعد الشعراء الشباب على ضبط قصائدهم والتأكد من سلامتها اللغوية والعروضية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تطوير أدوات ذكية لتحسين تشكيل الشعر لدى الناشرين، وتطوير برمجيات حديثة تسهم في تعزيز انتشار المحتوى الشعري الثري.

 

ويعد المشروع إعلاناً من المركز عن محطة جديدة للموسوعة الشعرية تستفيد من التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتوظف تجربة التحول الرقمي التي تقودها دولة الإمارات في تعزيز حضور مكتبة الموسوعة الشعرية بشكل يبرز مزاياها، ويساعد محركات البحث في الوصول إليها، كما تستثمر التطور التقني الهائل الذي تشهده الدولة في خدمة اللغة العربية، بوصفها لغة هوية وحضارة وعلم وفنون، وتقريبها من الأجيال الجديدة باستخدام الوسائل والأدوات التي تناسب عصرهم.

 

وتشكل "الموسوعة الشعرية" مرجعاً مهماً للطلبة والباحثين في مجالات الأدب العربي، إذ تساعدهم على إجراء الدراسات والمقارنات بين مختلف الفترات الشعرية، كما تحفّز التجديد عبر إثراء اللغة العربية من خلال تجميع الأعمال الشعرية وتنظيمها بطرق مبتكرة، وتوفير منصة لإبداعات جديدة، بالإضافة إلى دورها في دعم البحث العلمي في مجال الشعر العربي، كما أنها أداة ضبط فعالة أسهمت في تنقية المحتوى الرقمي العربي المتعلق بالشعر من إشكالات كثيرة على مستوى اللغة والانضباط المرجعي، وهو إسهام مفصلي في عصر صار المحتوى الرقمي فيه المرجعية الأولى للباحثين والقراء.

 

وتكمن أهمية الموسوعة التي تعد ثمرة جهود نخبة بارزة من الشعراء والباحثين، وحصيلة عمل مستمر منذ أكثر من ربع قرن، في كونها وعاء لتوثيق الشعر العربي عبر العصور، ما يضمن عدم ضياعه أو نسيانه، خاصة في ظل التحولات التقنية المتسارعة، كما أنها تتيح سهولة الوصول إلى الأعمال الشعرية من أي مكان وفي أي وقت، ما يسهل الاطلاع عليها دون قيود جغرافية أو زمنية.

 

وتتضمن "الموسوعة الشعرية" أقساماً موزعة حسب التخصصات ضمن موقعها الإلكتروني، والمصمم ليقدّم للزائر تجربة ثقافية استثنائية تتيح له التعرف على الشعراء العرب وقصائدهم وفق العصور المختلفة، ويشمل المحتوى الشعري القصائد وتراجم الشعراء التي تغطّي عصور الشعر القديم، وخاصة فترة ما قبل الإسلام وصدره؛ إلى جانب المكتبة التي تضم كتباً ومراجع قديمة يبلغ عددها 612 كتاباً كاملاً و53 كتاباً موجزاً، إلى جانب كتب مسموعة منها "عيون الشعر" و"عيون النثر" و"وجيز الكتب"، كما تحتوي المكتبة على قسم خاص بالقصائد المسموعة، وقسم المعاجم الذي يوفّر آلية للبحث في عدد من أمهات المعاجم.

 

وقد ترسخت مكانة "الموسوعة الشعرية"، التي يقوم عليها مركز أبوظبي للغة العربية، منصة ثقافية رائدة للشعر العربي، ومرجعاً للمهتمين بهذا الفن الأدبي وبكنوزه المعرفية، عبر مراحل التطوير الكبيرة التي مرت بها بدءاً من إصدارها على شكل قرص مدمج، ثم موقع إلكتروني، وثم تطبيق على الهاتف الذكي، فيما تقف الموسوعة حالياً على أعتاب إصدار مرحلتها الرابعة بدعم من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة.

00:00
00:00