يشارك مركز أبوظبي للغة العربية في الدورة الـ79 من مهرجان "أفينيون" المسرحي الدولي، ببرنامج ثقافي متكامل يتطرق إلى جماليات لغة الضاد، وألق الأدب والشعر والموروث الثقافي والفني العربي، وذلك خلال الفترة من 5 إلى 26 يوليو 2025، في المدينة الواقعة جنوب شرق فرنسا.
وسيقدم المركز بالتعاون مع معهد العالم العربي، الشريك الاستراتيجي، برنامجاً ثقافياً شاملاً يعكس تنوع الفنون العربية، ويمنح الجمهور الفرنسي والأوروبي والعالمي فرصة لاكتشاف روائع الأدب والشعر والموسيقى العربية، ولا سيما أن مشاركة المركز تأتي في إطار احتفاء المهرجان باللغة العربية ضيف شرف، في تقليد سنوي ينتهجه المهرجان للاحتفاء بلغة تسهم في إثراء المشهد الثقافي العالمي.
واختار المهرجان هذا العام الاحتفاء باللغة العربية تقديراً لمكانتها الرفيعة بوصفها لغة للثقافة والفن والإبداع، وتسليط الضوء على إرثها الأدبي والفني العريق، ودورها في تشكيل المشهد الثقافي العالمي.
وضمن برنامج مشاركته؛ ينظم المركز في 14 يوليو المقبل أمسية استثنائية على مسرح "كور سان جوزيف"، بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيل المطربة المصرية الشهيرة بـ"كوكب الشرق" أم كلثوم، تشهد إصدار كتاب يتناول سيرتها الفنية أعده المركز، ما يتيح للحضور التعرف على إرثها الثقافي والفني وتأثيرها العابر للأجيال، كما سينظم أمسية شعرية في 15 يوليو المقبل، بمشاركة نخبة من الشعراء العرب، مع إضاءة خاصة على المواهب الإماراتية، تجسيداً للحراك الأدبي النشط في المنطقة.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "مشاركة المركز في مهرجان "أفينيون" المسرحي الدولي، ستفتح المجال أمام الجمهور الفرنسي والأوروبي للتعرف على جماليات اللغة العربية، والاطلاع عن قرب على ملامح مميزة من موروثها الأدبي والفكري والفني، مما يثري حالة التواصل الثقافي بين الشعوب".
وأشار إلى أن مهرجان "أفينيون" قد نجح في أن يحجز لنفسه مكانة مرموقة منذ انطلاقه حين جعل الفنون لغة حوار بين الثقافات، وأضاف: "أسعدني وصف مدير المهرجان للغة العربية -ضيف شرف دورة هذا العام- بأنها لغة النور والحوار والمعرفة؛ إنه وصف دقيق يدل على معرفة حقيقية بقيمة اللغة العربية وثقافتها وفنونها، وهو ما يتفق مع جهود مركز أبوظبي للغة العربية الرامية إلى التعريف بمكانة وجماليات اللغة العربية، وتعزيز حضورها عبر الإبداعات الأدبية والفنية، بوصفها أفضل لغة حوار وأجمل جسور اتصال بين الثقافات".
وأشاد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية بالجهود النوعية التي يقوم بها معهد العالم العربي بباريس، الشريك الاستراتيجي للمركز، وقال: "إن المعهد يقوم بدور شديد الأهمية والتميز، انطلاقاً من وعي حقيقي بالمكانة المرموقة للغة العربية، باعتبارها لغة حضارة عظيمة تُصنّف كخامس أكثر اللغات استخداماً في العالم، والثانية في فرنسا"، وأضاف: "من العظيم أن يكون على رأس هذا المعهد رجل يعرف قدر اللغة العربية، نتشارك معه الرؤى والأفكار نفسها، وهو السيد جاك لانغ الذي يقود مساعٍ جادة من أجل استعادة اللغة العربية -التي كانت إحدى لغات فرنسا لأكثر من 5 قرون- لمكانتها الهامة في التعليم العام، وهو نفسه صاحب الكتاب المهم "اللغة العربية: كنز فرنسا"، الذي يسرد فيه تاريخ اللغة العربية وإسهاماتها وعطاءاتها اللامحدودة لمسيرة الحضارة الإنسانية".
من جانبه أعرب السيد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي بباريس، عن تقديره للدور المهم الذي يضطلع به مركز أبوظبي للغة العربية، ورئيسه الدكتور علي بن تميم، في دعم حضور اللغة العربية وتعزيز تواصلها في مسيرة المثاقفة وحوار الحضارات.
وقال: "نتشارك مع مركز أبوظبي للغة العربية الرؤية، والإيمان بأن اللغة العربية -بكل ما تحمله من عمق وجمال- هي جسر بين الشعوب، وينبوع للإبداع لا يزال يلهم العالم"، وأشار إلى أن الشراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية أثرت جهود إعادة اللغة العربية إلى مكانتها المستحقة في التعليم والإعلام والمجال العام، باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الثقافة الأوروبية والحضارة الإنسانية.
وأشاد السيد جاك لانغ بالبرنامج المميز الذي يشارك به مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، في مهرجان "أفينيون" المسرحي الدولي 2025، وأضاف: "تشكل دورة هذا العام من المهرجان نقطة تحول في مهمتنا المشتركة للاحتفاء بغنى اللغة العربية وإبداعها وعالميتها، وبفضل الدعم الثابت من مركز أبوظبي للغة العربية، اتخذ الحضور العربي في المهرجان بُعداً غير مسبوق، بحضور جمع مميز من الفنانين والمفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم العربي، في جو يتسم بالحوار والتألق الثقافي".
يُذكر أن فعاليات البرنامج المشترك بين مركز أبوظبي للغة العربية ومعهد العالم العربي بباريس سوف تُعرض في إثنين من أهم مواقع مهرجان أفينيون المسرحي الدولي؛ هما مسرح "كور سان جوزيف"، وساحة الشرف بقصر البابوات، تأكيداً لأهمية الثقافة العربية وحرصاً على إبرازها في قلب الحدث العالمي، والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور.