ع
ع
مركز أبوظبي للغة العربية يصدر "الخطابة العربية: الفن والوظيفة"

أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، ضمن مشروع "كلمة" للترجمة، النسخة العربية من كتاب "الخطابة العربية: الفنّ والوظيفة" لمؤلفته الدكتورة طاهرة قطب الدين، والذي نقله عن اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية الدكتور حسين ياغي، وراجعه الدكتور بلال الأرفه لي.

 

ويقدّم الكتاب دراسة موسّعة للخطابة العربية، بوصفها أحد أبرز أشكال التعبير البلاغي في التراث العربي، ويغوص في أصول هذا الفن منذ عصر ما قبل الإسلام وحتى بدايات العصر العباسي، مستعرضاً خصائصه الجمالية، ووظائفه الاجتماعية، والسياسية، والدينية. 

 

وتتبنّى المؤلفة مقاربة متعدّدة التخصصات، تجمع بين نظريات المشافهة، والبلاغة، وأدوات التحليل النقدي واللغوي، والأنثروبولوجي، لتضيء على بنية الخطبة، ومصادرها، وأساليب حفظها، وتداولها، وسياقات أدائها بين الخطيب والجمهور.

 

ويلقي الكتاب الضوء على التحولات التي طرأت على الخطابة من فن سردي شفهي إلى أداة خطابية تشكّل الوعي الجمعي، ويقف عند أنواعها المتعددة، من سجع الكهان الذي يُستهل بالقَسَم بعناصر الطبيعة، إلى خطب الوعظ التي تحث على الزهد والتقوى، وصولاً إلى خطب النساء التي ارتكزت على سلطة النسب والقرابة، والخطابة السياسية التي تحوّلت من فضاء الحوار إلى منطق الهيمنة.

 

وتقدّم قطب الدين قراءة نقدية دقيقة لمتانة النسيج البلاغي للخطبة العربية، محلّلة عناصرها تركيبيّاً، وجماليّاً، وتاريخيّاً، مبيّنة كيف أسهمت خصائصها الإيقاعية والشفوية في حفظها وانتقالها بين الأجيال، ما يجعل من الكتاب مرجعاً رئيساً للباحثين في الأدب العربي، والدراسات الإسلامية، والسياسية، وسنداً لفهم أثر الخطابة في تشكيل المفاهيم الدينية، والسياسية الحديثة.

 

ويعدّ الكتاب مدخلاً لفهم تطوّر اللغة العربية بوصفها أداة للتأثير والإقناع، وسبيلاً للتأمل في وظائف اللغة داخل السياقات الاجتماعية المختلفة. ومن خلال تصنيف الخطب بحسب أغراضها وسياقاتها، تضع المؤلفة إطاراً تحليلياً دقيقاً لفهم هذا الفن المهمَل في الدراسات الحديثة، وتكشف عن استمراريته في الخطاب المعاصر، سواء في المنابر الدينية أو الخطاب السياسي العربي.

 

وتشغل مؤلفة الكتاب طاهرة قطب الدين، منصب أستاذة في جامعة شيكاغو الأميركية، وهي متخصصة في الأدب العربي والدراسات الإسلامية، نشأت في مومباي ودرست في جامعة عين شمس بمصر قبل أن تكمل دراساتها العليا في جامعة هارفارد الأميركية. 

 

وتتركز اهتمامات المؤلفة البحثية حول التداخل بين الأدب، والدين، والسياسة، وتركّز على الخطابة الإسلامية والشعر العربي القديم والتفسير القرآني. من بين مؤلفاتها الأخرى: "المؤيّد الشيرازي وشعر الدعوة الفاطمية"، كما ترجمت عدداً من الكتب التراثية والإسلامية، منها: «كتاب الشهاب ودستور مَعالِم الحكمة»،  ولها مقالاتٌ عِلمية منشورة في مجلات عالَميَّة مُحكَّمة.

 

والمترجم حسين ياغي، أكاديمي وباحث في علوم اللغة والترجمة، حاصل على درجات علمية من جامعات الأردن وكانساس وأوكلاند، ودرّس في عدد من الجامعات في العالم العربي والغرب وآسيا. عُرف باهتمامه بعلم اللغة الحاسوبي، وله إسهامات في مجالات التعليم والبرمجة اللغوية، إلى جانب ترجماته الأدبية التي تشمل كتباً وروايات وأعمالاً مسرحية، مثل "النورس"، وكتاب «الآثار المسيحيَّة في الأردن»، ومجموعة قصصيَّة للكاتب الأميركي آرنست همنغواي.

00:00
00:00