أصدر مركز أبوظبي للغة العربيّة العدد الجديد من "المركز: مجلة الدراسات العربية" بالتعاون مع دار بريل، وتمحور حول موضوع "الأمل".
اختارت "المركز" الأمل لما له من أهمية كونه يحضر في آداب العالم وحضاراته، ويبرز في الأدب العربيّ قديماً وحديثاً، وعلى الرغم من شيوع موضوع الأمل في الآداب العالمية، فإنّ هذا العدد الثريّ يطرح هذه المسألة للمرة الأولى في تاريخ الدراسات المحكمة برؤى نقدية جديدة.
وكتب مقدمة هذا العدد التي حملت عنوان "الأمل والرجاء في الأدب العربي" سعادة الدكتور علي بن تميم، والدكتورة طاهرة قطب الدين، والدكتور بلال الأرفه لي.
وتطرقت محاور المجلة إلى ندرة الدراسات المرتكزة إلى الموضوعات في حقل دراسات الأدب العربيّ عموماً، رغم شيوعها في الأدب الإنجليزيّ وغيره من الآداب العالميّة.
ويُذكر في هذا السياق كتابٌ قيّم لفرانز روزنتال بعنوان "أحلى من المُنى- الشكوى والأمل في العصر الإسلاميّ الوسيط"، وهو في قسمين: الأوّل عن "الشكوى من الزمن" والآخر عن "الأمل والأماني". وتختلف صورة الأمل باختلاف الأنواع الأدبيّة، وترتبط عادةً بقصص الفرج بعد الشدّة وحكايات ألف ليلة وليلة، لكنّ النظر في أنواع أدبيّة أخرى كالرسائل السلطانيّة، والرحلات، والدواوين الشعريّة يُضيف إلى الخطاب الإسلاميّ عن الأمل.
كما تُعَدّ موضوعات الشكوى وذمّ الزمان الواردة في ديوان أبي تمّام ورسائل الهمذانيّ – مثلًا – أنماطاً أدبيّة أو موتيفات ذات صلة، أمّا فلسفة الأمل في الأدب العربيّ الحديث فتجمع بين تربية الأمل على رأي محمود درويش "نربّي الأمل" وإلزامه على رأي سعد الله ونّوس "إنّنا محكومون بالأمل".
ويقدّم العدد، في ما يزيد على ثلاثمائة صفحة، تسع دراسات عن الأمل في شتّى الأنواع الأدبية العربيّة، والحقب التاريخية المختلفة، كما تستعرض الدراسات الخصائص التي ينفرد بها الأدب العربي والهواجس التي يشترك فيها مع الأسرة البشرية كلّها.
وتعالج الدراسات موضوع الأمل من جوانبه المختلفة، وتبيّن أنّ الأمل غالباً ما يولد من الشدائد، وذلك من خلال قراءة ما تركه الأعلام من التّراث العربيّ والعصر الحديث، كابن قتيبة، والتنوخي، وأبي إسحاق الصابي، وأبي القاسم الشابي، وإبراهيم طوقان، ووسام جبران، من أعمال أدبية شعرية ونثرية.
وتتناول المقالات الكثير من المسائل السردية والنصّيّة والبنيوية والنحوية والبلاغية والمعجمية، ويمثل الباحثون المشاركون في العدد طيفاً واسعاً من العالم العربيّ، إذ يتوزعون على الإمارات العربيّة المتحدة، وسلطنة عمان، ومصر، والمغرب، وتونس، وفلسطين، والأردنّ، ولبنان.
تصدر "المركز: مجلة الدراسات العربيّة" عن مركز أبوظبي للغة العربيّة، وتعنى بالدراسات العربيّة لغةً وأدبًا وثقافة. وتتناول موضوعاتها قضايا مختلفة تاريخيّة ونقديّة ومراجعاتٍ للكتب، كما تغطّي مساحةً زمنيّةً تمتدّ منذ فترة ما قبل الإسلام إلى الفترة المعاصرة، وتحرص المجلّة على الإلمام بشؤون اللغة الفصحى واللهجات المحكيّة، وبالإرثينِ المكتوب والشفويّ، شعرًا ونثرًا، وتولي كذلك اهتمامًا للدراسات البينيّة والمقارِنة.
لتصفح وتحميل المجلة على موقع دار بريل من هنا